السعودية وإيرباص- شراكة في السماء تعزز رؤية 2030.

المؤلف: خالد السليمان09.21.2025
السعودية وإيرباص- شراكة في السماء تعزز رؤية 2030.

خلال تجوالي في أروقة مصنع إيرباص العملاق، غمرني شعور جليل بالإعجاب والفخر عندما لفت انتباهي مرشدنا إلى أن مادة التيتانيوم النفيسة، المستخدمة في تصنيع هياكل الطائرات التي تعاقدت عليها "مجموعة السعودية"، هي من إنتاج سعودي خالص، وعلى الفور، تداعت إلى ذهني النقاشات المتواصلة حول تعزيز المحتوى المحلي في الصناعات الوطنية المتنوعة داخل ربوع المملكة، وها أنا اليوم أشهد تجسيد هذا الطموح في أضخم مصنع لصناعة الطائرات على مستوى العالم!

"مجموعة السعودية"، التي أعلنت عن إبرام اتفاقية تاريخية لشراء 20 طائرة عريضة البدن من شركة إيرباص العالمية لصالح شركة "طيران أديل" التابعة لها، وذلك في إطار خططها الطموحة لمضاعفة حجم أسطولها الجوي، بغية مواكبة الأهداف السامية لرؤية المملكة 2030 في قطاع النقل الجوي المتنامي، تُعد اليوم ركيزة أساسية لتمكين قطاعات حيوية متعددة، سواء السياحة أو الترفيه أو الرياضة أو الحج والعمرة، فكل هذه القطاعات الحيوية تعتمد بشكل جوهري على وجود قطاع طيران قوي وفعال وواسع النطاق، وعندما نتأمل في تاريخ النقل الجوي في المملكة، ندرك أنه من القطاعات التي شهدت تطوراً وتقدماً مذهلين، استجابة للحاجة الماسة إلى التوسع الذي فرضته خطط التنمية السعودية الطموحة، واليوم، نشهد تحولاً شاملاً تقوده رؤية 2030 الملهمة، الأمر الذي يتطلب منا مواكبة تجارية حثيثة لهذا التسارع والزخم المتزايد، لا سيما بعد الإعلان عن أن الرؤية قد حققت بالفعل 93% من مستهدفاتها الطموحة، وذلك خلال فترة زمنية أقصر من الموعد المحدد في عام 2030، لذلك، تبرز الأهمية القصوى لقطاع النقل الجوي، والنقل عموماً، كعنصر محوري في تمكين مختلف القطاعات من تحقيق مستهدفات الرؤية الطموحة التي لن تتوقف طموحاتها عند عام 2030!

تعتزم المجموعة اليوم شراء 191 طائرة حديثة، وهو ما يعادل ما يزيد على حجم أسطولها الحالي بأكمله، الأمر الذي سيعزز مكانة المملكة كملتقى حيوي ووصلة محورية في حركة نقل الركاب والبضائع بين مختلف قارات العالم، فالمملكة، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي المتميز، تمتلك كافة المقومات اللازمة لاحتلال هذه المكانة المرموقة، هذا فضلاً عن الحاجة الملحة لمواكبة مستهدفات الجذب السياحي الطموحة، والزيادة المتنامية في أعداد الحجاج والمعتمرين القادمين إلى الأراضي المقدسة، والنمو المطرد في حركة التجارة النشطة التي تشهدها المملكة.

لطالما كان الناقل الجوي السعودي حجر الزاوية في عملية التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة، واليوم، يضطلع بدور أكثر أهمية ومسؤولية ضمن استراتيجية الرؤية الطموحة وتحقيق أهدافها السامية!

باختصار.. نحن نعيش اليوم حالة انطلاق مدوية نحو سماء صافية، تحمل في طياتها رؤية واضحة المعالم، ووجهة مستقبلية باهرة ومشرقة!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة